رواية بقلم سهام صادق
اذنكم
انصرفت بهدوء لتتعلق أعينهم بها.. وتلاقت نظرات شهاب بشقيقه الحج محمود وهو يخشى ان تكون لبنى مازالت تهوي ذلك الطبيب فالقصه قد مر عليها خمس سنوات ولم تكن لبنى الا فتاه مراهقه ظنوا ان هذا لم يكن الا افتنانا وانتهى كل شئ بعد أن رحل هذا الطبيب عن بلدتهم
اطفئ كريم عقب سيجارته الثالثه لتمتد يده لجلب أخرى من علبة سجائره
يعنى انت بشرب السجاير الكتير هتحل مشكلتك ياكريم
تأفف كريم يزفر دخان سيجارته
سيبني في حالي والنبي يارائف
لطم رائف كفوفه ببعضهم يتسأل عن حال صديقه الذي في أتم نعمه من الله ولا ينقصه شئ
وانت مال حالك ياكريم.. ما الحمدلله حالك تمام وعندك ست متتعوضش وشغل كويس
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
تاني موضوع الخلفه ياكريم
كل ما اشحن عزيمتي واقول هكمل الطريق للنهايه مع قدر.. امي تشتغل زن... ديه مقرره تخلي الجيران يشوفولي عروسه
احتدت نظرات رائف وهو يستمع لحديث صديقه
وهي مراتك فيها عيب ياكريم... ما انت عارف انها مسأله وقت
امي مش شايفه كده ياسيدي
ضجر رائف من سلبية صديقه
هو كل حاجه امي ياكريم... حرام عليك بنت الناس
هو انا ظلمتها يارائف.. ما انا صابر اه ومش مقصر معاها في حاجه
تنهد رائف بفتور وهو يجاهد في تهذيب شخصيه صديقه
وكلامك اللي زي السم
غيري كان زمانه اتجوز
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ده كلام خالتي سميحه ولا انا بيتهيألي
تاني ياعمر...انت عايز توصل لايه
اطرق عمر عيناه وهو يسمع توبيخ صديقه المقرب وزميله بالمشفى التي يعملان بها
بحبها ياحاتم...بحبها يااخي
بتحب ايه... بتحب اللي هتضيع مستقبلك
اغمض عيناه بقوه وقد اصبح لا يحتمل ذلك الحب المحكم عليه بالفشل منذ البدايه
ياصاحبي انا خاېف عليك... زمان أهلها طردوك من بلدهم.. عوايدهم كده مبيجوزوش بناتهم للغرب.. وانت حاولت على اد ما قدرت وعملت كل حاجه لكن مافيش فايده.. تضيع بقى نفسك ومستقبلك...طب فكر في أمك واختك
انت عمرك ما كنت ضعيف ياعمر... ايه اللي جرالك
والضعف لم يكن الا امام الحب... حب فتاه ترتدي ثيابها المدرسيه تتباطئ أمام عينيه كلما مر بالطريق نحو المشفى التي يعمل بها
الصغيره القت لعڼتها عليه قديما والآن هو من عليه فك القيود.
تعلقت عينيها بباقة الازهار التي يضعها أمامها تعبيرا عن اسفه لما حدث ويحدث من والدته ابتسمت بسعاده وهي تلتقط الباقه تضمها اليها
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
وارتمت بين ذراعيه تخبره بسعادتها
ربنا يخليك ليا ياكريم
ضحك وهو يضمها نحوه يتذكر اصرار رائف وضغطه عليه لمصالحتها
ابعدها عنه قليلا يتأمل ملامح وجهها الجميله... وفي لحظات معدوده كان يجذب يدها نحو غرفتهما
كريم انا سألت عمر اخويا عن دكتور جديد.. وهو...
وضع كفه فوق شفتيها قبل أن تتابع حديثها
بكره نشوف ده ياحببتي..
وما من ثواني كان يميل نحوها بمشاعر عاصفه وتلك المره لم تكن معه كما اعتاد عليها جسد بلا روح... أعطته دفئها وحبها باقه ازهار غيرت مشاعر كثيره داخلها... غيرت تفكير عقلها من سلبيه زوجها وتحطيم حماتها الدائم لها حتى فكره تزويج زوجها قد محت..
انتهت رحلة مشاعرهم الجميله ليجذبها اليه
الواد رائف طلع بيفهم... ده انا اجبلك كل يوم ورد
استجمعت شجاعتها أخيرا وهي تقف أمام حجرة مكتب عمها.. فلا احد يستطيع ردع شقيقها الا هو
طرقات خافته طرقتها فوق الباب ليهتف سامحا لها بالدلوف وفور ان رأها ابتسم
تعالي يالبني
شعرت بالتوتر وهي تطالع نظراته الحنونه نحوها وقبل ان تسأله عن امكانيه الحديث معه إذ لم يكن مشغولا
كنت لسا هبعتلك..
وتسأل
بس قوليلي الاول انتي كنتي عايزانى في ايه
ابتلعت لعابها وهي تنظر اليه لينهض من فوق مقعده متجها إليها
تعالي ياحببتي اقعدي واحكيلي انتي عايزه ايه
هو حضرتك كنت عايزني في حاجه مهمه
ضحك وهو يراها تقلب الأدوار فبعد ان كان هو من ينتظر حديثها أصبحت هي من تسأله
يعنى افهم من كده انك عايزانى اتكلم الأول ... ماشي ياستي
اماءت برأسها وهي تنتظر سماع ما سيسرده عليها... وكلمه وراء كلمه حتى انتهى الحديث وبهتت ملامحها
ها يالبني.. اظن مافيش حجه خلاص جامعه وكلها شهرين وتخلصي... وادهم ابن عمك وعايزك من زمان وبيحبك وانتي عارفه
________________________________________
انك ليه من ساعه ما اتولدتي
لاء انا مش عايزه اتجوز... ارجوك ياعمي
تجمدت عيناه وهو يرمقها كيف هبت واقفه
اوعي تكوني لسا بتحبي الدكتور اياه
ازدردت لعابها وعندما شعرت ان صمتها سيأكد له الأمر.. نفت برأسها سريعا
غير أدهم
وضاع كل ما رتبت اليه لتنزوي في غرفتها باكية حظها
تنهدت بأسي وهي تستمع عما يخبرها به زوجها
طب وسوسن أخبارها ايه دلوقتي
تعبانه اوي ياقدر ادعيلها
تمتمت بدعاء صادق لشقيقه زوجها
ان شاء الله ربنا هيعوض عليها وتقوم بالسلامة
ان شاء الله.. اقفلي باب البيت عليكي كويس وبكره على بليل
كده بأذن الله هكون راجع
انتهى الحديث بينهم لتغلق الهاتف بقلب حزين.. تتذكر كل مادار امس
حماتها كانت ترتدي ثيابها بأبهي حله وتضع الأساور الذهبيه فوق معصميها وتلمع حذائها بسعاده
أمرت كريم ان يفعل بالمثل فهم ذاهبان لحفل زفاف... ساعدته في ارتداء ملابسه وعطرته وهي تتذمر لرفض حماتها في الذهاب معهم
الخطه كانت تسير محكمه لا هي تعلم ولا حتى زوجها بمخطط حماتها ولكن كل شئ انكشف عندما هبطوا من شقتهم متجهين لشقة حماتها ثم مجئ إحدى الجارات التي ستذهب معهم لخطبة عروس زوجها تستعجلهم.. تسمرت السيده سميحه واحتدت نظراتها نحو الجاره البلهاء فلم يكن هذا وفق خطتهم
المشهد مازال مطبوع أمام عينيها من صډمتها وصدمه زوجها ووقوف حماتها بينهم تبرر غايتها ثم نحيبها...ولم يستمر الوقت الا لحظات ليأتيهم خبر مۏت جنين شقيقة زوجها بعد أن أتمت شهرها الثامن
اتجهت نحو غرفتها تجلس فوق فراشها تعود لقراءة وردها مستغفره
عقد عمل وحياه كريمه بالخارج كان هذا ما يخبره به صديقه عبر الهاتف لاقناعه..
تنهد عمر وهو يغلق الخط معه مفكرا في والدته اولا وحبيبته التي كلما اقنع حاله بالتخلي عنها شعر انه يفقد جزء من روحه
أربعة أشهر ولا بد أن يكون في لندن يستلم عقد عمله
اغلق عينيه بأرهاق يسترخي فوق مقعده وقبل ان يترك عقله يرتاح قليلا وجد لبنى أمامه مڼهاره
نهض مڤزوعا مقتربا منها يسألها
لبنى.. مالك فيكي ايه
هتجوز أدهم ياعمر
تجمدت ملامحه وهو يطالعها
اتصرف روحلهم واتقدملي ولا انت حبك ليا مجرد كلام
لو كان الحل هكذا لكان فعله منذ زمن ولكنهم قالوها له صراحة ابنتهم لن تتزوج الا من ابن عمومتها... وضع ذلك برأسه واقنع قلبه ان حبها فتره وسيزول حتى قبل عام كان يظن ذلك ولكن عندما رأها عاد قلبه يخفق پجنون وهي لم ترحمه.. أعطته كل سبل الحب من جديد وتاها مجددا بكل مافيها ولا يعلم لما هي وحدها
اروح لأهلك اللي طردوني من بلدكم يالبني....
انت مبتحبنيش ياعمر... انا اللي دورت عليك وجتلك من تاني.. أما انت كملت حياتك عادي ونستني... ياريتني كنت نسيتك ومدورتش عليك
بكت وعاتبت وهو كرجل محب مخلص لم يتسطع سماع المزيد
حاضر يالبني ..حاضر
وقف مصډوما وهو يطالع الموظفه الجديده التي تم نقلها للبنك الذي يعمل به... شمس تلك الحبيبه التي احبها يوما وباعدت بينهم الايام بل السنين وكل منهما مضى بطريقه
ازيك ياكريم
شمس !
هتف اسمها ومازال غير مصدقا ان العمل سيجمعهم ثانية
أنتي الموظفه الجديده
اماءت برأسها وهي تنظر نحو يدها الممدوده اليه ثم نظراته العالقه بها... وعندما طال الأمر أعادت يدها لموضعها
شكل وجودي معجبكش
لم ينفي ولم يؤكد عبارتها إنما ظلت نظراته عالقة بها لا يصدق وجودها الان أمام عينيه
استمعت لشقيقها وهو يفيض إليها بما يعتليه من هموم..وتنهد بتعاسه يسألها
قوليلي اعمل ايه ياقدر
صمتت للحظات وهي لا تعرف اتشجعه ان يواصل ويحارب من أجل حبه ام يتخلى عنها وينظر لمستقبله
مش عارفه ياعمر.. حقيقي مش عارفه اساعدك ازاي.. بس مدام بتحبها اوي كده حاول تاني
يعنى رأيك اروح لعمها اكلمه
ابتسمت داخلها عن عشق أخيها لتلك الفتاه التي لم ترى الا صورتها
روح ياعمر
واردفت بتمنى
كنت اتمنى اكون معاك وجانبك
ولكي تجعله يشعر بالسعاده والأمل
بس ان شاء الله هكون جانبك يوم خطوبتك
ابتسم رغما عنه فشقيقته دائما تريحه في الحديث وتعطيه املا حتى لو كان كاذبا
طالعت انعكاسه من المرآه وهي تمشط خصلات شعرها..زفرت أنفاسها حانقه من ردوده المقتضبه وتركيزه نحو شاشة هاتفه
كريم
انتفض مڤزوعا ولكن أدرك فداحة فعلته فعاد لرقدته متذمرا
مالك ياقدر في ايه
مالي ياقدر... ده انا بقالي ساعه بكلمك وانت مش مركز معايا خالص
واردفت متسأله تجلس جانبه فوق الفراش
مقولتليش ايه رأيك في قرار كريم
حمد ربه انه كان يركز معها في
________________________________________
بعض حديثها الذي القته علي مسمعه
اخوكي ده بيحلم... انتي عارفه اسم عيله العزيزي ووضعهم في البلد
وحك رأسه وهو يتذكر بعض المعلومات عنهم
ده مشاريعهم ماليه البلد.. افتكر ان واحد من العيله ديه كان مناسب وزير... تقوليلي اخوكي هيناسبهم ويوفقوا عليه
امتعضت ملامحها من حديثه المحبط
اخويا ماشاء الله دكتور اد الدنيا هما يطولوا يناسبونا.
اه اد الدنيا فعلا بالدليل انه لسا معندهوش عياده خاصه
آثار حنقها اكثر فعدلت من وسادتها تغفو فوقها
تصبح على خير ياكريم
عاد الي هاتفه بملل فتجحظ عيناه من الصدمه وهو يرى صورة شمس بثياب لا تستر الا القليل من جسدها
اعتدل فوق فراشه يطالع الصوره بتحديق يعض فوق شفتيه راسما بخياله اشياء عدة.
تعجب من سماع اسمه عبر الهاتف الاسم مازال يتذكره وكيف ينسي وهو من اعاده للعاصمه وأسرع في اقصاءه عن بلدتهم من محافظه سوهاج.. طبيب ذو سمعه طيبه ولكنه أخطأ حينا وضع عيناه على ابنتهم واغواها كما ظنوا
قطب عاصم حاجبيه وهو ينظر لملامح عمه
دخلي الدكتور
امر سكرتيرته بأدخاله وعيناه نحو عاصم وقبل ان يهتف بشئ او يتسأل عاصم عن هوية الدالف إليهم جحظت عيناه وهو ينهض من فوق مقعده
انت بتعمل ايه هنا
عاصم خلينا